Sunday, April 29, 2007

مخلوقات هشه






حينما تتحدث مع زميلك فى العمل بعد أن جمعت بينكم السنين وظروف الحياه أو تقابل صديق أو قريب لك، هل سألت نفسك هذا السؤال البسيط: هل أعرف من يكون هذا الشخص؟ ..حتى وإن كانت علاقتك ممتده بدون إنقطاع، ترى هل تعرفه جيداً؟ إذا كانت إجابتك بنعم فسوف أختلف معك ....إما إذا أتفقنا إلى حد ما فدعنى أسأل سؤال أخر..أذا أحببت شيئاً ترى كيف تعرف أنك تحب، لا أعنى بذالك تلك الشراره الحمقاء أو النزوات والعلاقات الصبيانيه فلا أعتقد أن الحب مبنى على النظره الأولى أو حتى العاشره..ماأقصده أن كلام الحب والأخوه والصداقه بمافيه من عبارات تلهب المشاعر والأحاسيس والتى ربما نوهم بأنها نابعه من القلب لانعرف معناها الحقيقى على وجه التحديد.ً…لو تمعنا فيما نخاطب به بعضنا البعض وفى أحوالنا فسوف نجد الكثير من العجائب ! ولو فكرنا فيما نقول ربما لم يمس الكثير منا السوء كما هو الحال فى معظم الأحيان… إذا ماالذى يدعنا أن نتفوهه بما لانشعر به؟ أهو عدم الرشد فى المشاعر أو النظرات السطحيه أو التركيبه العقليه بما أكتسبته من الوسط المحيط؟ كل شيء جايز ولكن دعنى أفك هذه الرموز بذكر مثالين فى بلدين مختلفين مصر وهولندا: بمصر أم الدنيا أبدأ. أعرف صديق تزوج بمن أحب أو بالأحرى كما إدعى كلاهما الجنون فى الحب! مرت الاعوام وزهق أحدهما أو كلاهما من العلاقه على الرغم من وجود الأبناء بينهما...اخبرنى الصديق بأنه سوف ينفصل عن زوجته ولم يعطينى حتى الفرصه للنقاش فى الأمر أو معرفه ماحدث..تزوج من أخرى وبعد عامين تحدث معى وقال أنه يريد أن يتزوج بأخرى إيضاً..قلت وما دخلى أنا بهذا؟ قال أنت صديقى والصداقه تلزمنى أن أبوح لك ما بداخلى..قلت له هذا كلام عظيم ولكن ترى هل تعرف معنى ماقلت الآن! قال نعم! قلت أشك فى ذالك ولكن دعنى أن أقول لك أنك لست صديقا لى ، كل ما الأمر أن الظروف جمعتنا سويا يوما ما...غضب منى وأتهمنى بالتعالى ووعدنى بعدم التحدث إليى مره ثانيه ..قلت له أشكرك فقد أكدت شكوكى بجملتك هذه، فالاصدقاء لايقطعون صلتهم ببعض ولايتفوهون بهذا الكلام مع بعضهم البعض!

شخص أخر أعرفه مند أعوام، تقابلنا فى أوربا وكانت بيننا علاقه الزماله وبعد مرور أكثر من أربعه أعوام على معرفتى به ، قال لى أريد أن أبوح لك بسر كبير، قلت لست من محبى سماع الأسرار أو كتمانها أو البوح بها...قال مهلك على..السر هو أنك أعز أنسان عرفته فى الوجود. أنت إنسان تفهمنى كثيراً..أنت تفهمنى أكثر من أمى أو زوجتى...قلت لست أفهم شيئاً على من تتحدث وماذا أصابك؟ قال دعنى أخاطبك بلفط أعز الأصدقاء...قلت لك ماتحب ولكن الصداقه كلمه صعبه بالنسبه لى...قال والأن ياعزيزى" أيام" السر هو أنى أعانى من مشاكل نفسيه رهيبه، قلت أعرف أنك مريض ولكن لاأعرف أنك مرضك عضال!!! كل ما فى الأمر أنك متناقض وتنسى أبسط الأشياء وتنام كثيراً ولاتبالى بأى شيء...بعد هذا الكلام بيوم عرفت أنه يعانى من أنفصام فى الشخصيه تصل به الامور أنه يتخيل أنه النبى عيسى عليه السلام، عرفت إيضا أنه يعانى من أحباط مزمن ورثه عن أبيه...عرفت أيضا أن أسرته لاتعرف أنه مريض!!!!..قلت حتى والدايك لايعرفا عنك أمراً كهذا!! والأمثله كثيره على ناس أخرى توهمت أنى أعرفها ولكنى أكتشفت أنى لاأعرف عنهم الكثير....قلت سبحان الله، بعد كل تجاربى فى الحياه وأسفارى لعشرات البلدان , ظننت يوما أنى أعرف الكثير فقط لأكتشف عكس ذالك . وعليه إذا ظننت أنك تكره أو تحب أو فهمت ، ففكر كثيرا قبل أن تصاب بخيبه أمل....

one man's dream. by Yanni