Sunday, December 30, 2007

أضواء مدينتى الخاويه

بين الجبال والبحر عاشت مدينتى الصغيره بسماء صافيه وسط الرمال والوديان وصوت الرياح...كانت تدور فى أفلاكها طيور النورس وقليل من الطيور المهاجره .. لاذلت أتذكر شوارعها الرمليه التى لم يعكرها إلا مرور بعض العربات .. كانت حياه رحبه و هنيئه على مر الفصول الأربعه ..عشت فيها طفولتى مع أصدقائى وكنا بسطاء لكن سعداء،... كنا نصنع ألعابا ممتعه ونذهب إلى البحر لنصطاد الأسماك الملونه مثل المرجان والوقار ونأكل المحار ...وبعيداً عن ضوضاء العاصمه كبرنا وكأننا الوحيدون فى هذا العالم...لم يأتى لنا إرسال التفاز وكثير من محطات المزياع...لم نسمع الكثير عن التاريخ سواء القديم أو الحديث...كنا فقط نسمع بعض أحاديث وحواديت الكبار عما حدث لهم أيام الصغر!..وبهذه الطباع عاش الكثير على فطرتهم بدون تمييز...فجأه تضخمت مدينتى بسرعه مذهله وآتاها البشر من سائر المعموره.. ...وقبل رحيلى عنها قررت أن آتى إليها كل عام لأشهد التغير...ومع مرور الأعوام رأيت مدينتى لم تعد هادئه كما كانت بالأمس القريب ...لم تعد مدينتى خاويه ففيها كل شيئ من أحدث التقنيه "التكنولوجيا" ووسائل الراحه إلى الفنادق الفخمه والمطارات الأنيقه والشوارع المضاءه ..فرحت على الوهله الأولى ولما أمعنت النظر رأيتها خاويه من أبسط الأمور التى كنا نراها فى كل بيت ...رأيت فيها فتور المشاعر والكذب بدلا من صدق العواطف...ومع مرور الأيام هجرها كل الأصحاب إلى بلاد ماوراء البحر وغنى فيها البوم والغربات ماشاءت من نغمات ....رأيتها خاويه من الأنتماء والعمل الجاد..رأيت فيها الإهمال وكسل العقول...هكذا هوت مدينتى وأصبحت أسيره لجشع الطامعين...لا أدرى على وجه التحديد من السبب فى هذا التحول الخاطىء؟ من المخطط الحقيقى لعمليه التدهور؟ ولماذا قرر الناس أن يبدلوا القيم والعادات المحترمه بالكسل والعادات البغيضه؟...وفى وسط الهموم ترعرت أجيال لاتميز الفرق حتى بين الأضاد...وبدأت صله الرحم بيننا تقل مع مضى الأيام...أصبحت غريبا فى مدينتى ..ولما ضاقت بى طرقها قررت أن اودعها هذه المره و بكل حزن ، من يدرى ربما لا أرى مياهك العطره مره ثانيه، فلم يعد يجدى عمل أى شيئ! الأن لا أستطيع أن أفعل شيئا لكى! نعم لم أعد أقوى على عمل أى شيئ.....

يتبع