أمريكا والأصابع الخفيه فى سياستها مع بلاد الشرق الأوسط

فى البدايه وددت أن أُعَلق على مقاله للأخت الفاضله شهرذاد ولكن الكلام طول فرأيت من المناسب كتابته على مدونتى ليراها الزملاء الأخرون:


لم يتخيل أحد - على الرغم من النهضه الحضاريه الهائله - أن سلام العالم متعلق بإيمان وإعتقادات قاده لايزالوا يعيشون فى ظلال أوهام وخرافات الحروب الدينيه بما فيها من الشعوذه والخزعبلات البلهاء. أمريكا بالفعل لها سياسه خفيه تجاه الشرق الأوسط, ومهما تَغير حُكامها لاتتغير سياستها تجاه بلاد المشرق. فى هذا ربما يشك الكثيرين أو لايصدقوا حينما يدعى البعض أنها تنظر بمنظور دينى -قبل مل شيء - فى سياستها الداخليه والخارجيه مع إسرائيل, لكن أى أنسان له عقل صائب لن يرهقه التفكير فى معرفه الحقيقه. ومن الأمور الغير معقوله منطقياً والمستحيله عملياً أن تثمر الديمقراطيه الغربيه غباءين فى وقت واحد ويكتب لهم القدر الأستمرار فترتين أو أكثر فى رئاسه الحكم إلا إذاكان الوضع الأنتخابى معقد ً بالأحداث المُفتعله وقناوات الأعلام المأجوره. وبإستحكام هذا الغباء, أصبح السلام فى منطقتنا مهدداً تماماً وبلغ زروته لما هيأ الرئيس الأمريكى الأحمق بوش ورئيس الوزراء البريطانى بلير الأَمّعه مسامع وأنظار الغرب ضدنا ليدهور علاقتهم بنا وتصبح إلى ما كانت عليه أيام الحروب الصليبيه. ولكى تواكب مسامع و أنظار العالم الغربى فى العصر الحديث أعطوا لها أسما مجازياً ولقبوها بالحرب ضد الأرهاب حتى تحظى بتعاطف معظم شعوب العالم. مما لاشك فيه أنها حرب ضدنا سواء كنا مسالمين أو أشرار, متقدمين أم بسطاء أغنياء أم فقراء.
ومن ألاعيب بلير وبوش حكايتهم الوقحه فى الأيام القليه الماضيه:
فقد أذاعوا علينا أن جهاز المخابرات البريطانى بالتعاون مع حرنكش الباكستانى أحبطوا محاوله أرهابيه هائله كانت مهمتها تفجير عدد كبير من الطائرات التابعه لشركات أمريكيه وبريطانيه متجهه الى بلاد الحاج معزه!!!. الشىء المثير للشك فى هذا الغباء أنه لاتوجد أدله قاطعه على أياً ممن قبضوا عليهم. مثلاً معظمهم لايوجد معهم أساساً جوزات للسفر ولاحتى تذاكر للطيران فكيف كان من الممكن أن ينفذ هؤلاء مخططهم المزعوم دون الوصول إلى الطائره ووضع محلول السحلب بها؟ أثنان منهم كانوا قد أعلنوا أسلامهم- فقط من سته شهور ماضيه- لهم تاريخ بالشرب المفرط أو الزائد عن الحد وده بالمقياس الأنجليزى معناه أنهم كانوا بيسكروا طينه ( اى حتى الثماله). طيب أزاى يعنى أبو قزازه ده بس أقتنع بالاسلام لدرجه خلته عاوزا يهبب الدنيا ويسفك دماء الأبرياء وكمان ويشوه سمعتنا كلنا أكتر ماهيه مشوهه أصلاً وكل ده بس بعد مضى سته شهور لتلقيه الألهام!!! لا ملعوبه قوى يابتاع أم خمسه. حتى وأن تخيلنا أن هناك أرهابين بهذه الصوره البشعه, لماذا إذا هذا التوقيت بالذات ولبنان بتنضرب وكل أراء الشارع الغربى ضد أمريكا وأسرائيل وأنجلترا؟ السبب المنطقى والمعقول أن حكومه بوش وبلير فى أدنى درجه لها ولاتحظى على رضا عامه الناس بسياستها البلهاء فى الداخل والخارج. من هنا يأتى بلير بهذه الحيله القذره ليحفظ بها ماء وجهه ووجه أخيه بوش ويرجع لأنفسهم شعبيتهم الخاويه. مما لاشك فيه أن الأنظمه الأوربيه تحظى بوجود قوانين ولوائح ليس من السهل خرقها بحييله كهذه ولذا أعتقد أن الكثير ممن تم أعتقالهم سوف يفرج عنهم فى أسابيع أو بالكثير شهور معدوده. أما نتائج هذه اللعبه فلها سلبيتها علينا ففى نهايه الأمر وللأسف الشديد نجحا (بوش وبلير) أن يزيدوا الغرب كراهية وإشمئزازاً لنا الى حين .

كلنا أمل أن يكون هناك أناس كثيرون فى العالم الغربى على درجه كبيره من الوعى والانصاف حتى يتسنى لهم أن يروا ما بين السطور ويكتشفوا حقيقه المخطاطات القذره ويروا بوضوح أن العالم العربى والأسلامى لا يمثل لهم خطراً بل نحن شعوباً أرهقتها ظلام الظلم وهجرتها قوانين العداله لتصبح ضعيفه ومستهدفه إما لأسباب أقتصاديه أو لأسباب ومعتقدات دينيه مشوهه كلها هرتقه ولا يمسها الصواب من شىء.
والله المستعان وله الأمر من قبل ومن بعد